يوم الشهيد الإماراتي ملحمة وطن تُسقى بدماء الأبطال

يوم الشهيد الإماراتي ملحمة وطن تُسقى بدماء الأبطال

 

بقلم د : خالد السلامي
30-11-2024

في تاريخ كل أمة، هناك لحظات تتجاوز الزمن، تتحول فيها الأيام إلى رموز خالدة تروي للأجيال قصص التضحية والفداء. يوم الشهيد في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي يوافق الثلاثين من نوفمبر كل عام، ليس مجرد ذكرى أو مناسبة وطنية عابرة، بل هو يوم تُسطّر فيه بطولات رجال ونساء بذلوا أرواحهم في سبيل الوطن. إنه يوم تأمل وفخر ووفاء، يربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
في سطور التاريخ، تتسلل أشعة الأمل عبر ذكريات البطولات التي صنعت الأوطان ورفعت راياتها عالية. يوم الشهيد في الإمارات ليس مجرد مناسبة، بل هو قصيدة وطنية تتغنى بالوفاء، وتُزهِر فيها أسمى معاني التضحية والبذل.
بين رمال الصحراء وشواطئ الخليج، نشأ أبناء الإمارات على قيم الشجاعة والانتماء. رجال ونساء اختاروا الطريق الأصعب، ليس حبًا في الحرب، بل حبًا للسلام. حملوا السلاح ليحرسوا الراية، وواجهوا الموت بقلوب ثابتة وأعين مغمورة بالإيمان. هم الأبطال الذين غرسوا بذور الكرامة في أرض الوطن، فأزهرت حرية وأمانًا.
عندما نتحدث عن الشهادة، فإننا نستحضر أسمى درجات العطاء. هي ليست فقط نهاية الحياة، بل بداية قصة لا تنتهي. دماء الشهداء لم تكن مجرد قطرات، بل كانت نهرًا يغذي شجرة الوطن. في كل حبة رمل تنبض ذكرياتهم، وفي كل زاوية من زوايا الوطن تُسمع أصداء أسمائهم.
الشهادة: قمة التضحية وعنوان الإخلاص
ما أسمى أن يُكرّس الإنسان حياته من أجل قضية سامية، وما أعظم أن تُبذل الروح لتظل راية الوطن مرفوعة! الشهادة ليست رحيل عن الدنيا، بل هي حياة خالدة في وجدان الأمة. في كل زاوية من زوايا الإمارات، هناك حكاية عن بطل اختار طريق العز، وترك خلفه إرثًا من المجد. هؤلاء الأبطال، الذين خرجوا من بيننا، كانوا عاديين في حياتهم، لكنهم أصبحوا استثنائيين في رحيلهم، ليكتبوا أسماءهم بمداد من نور في سجل الوطن.
دروس مستوحاة من بطولات الشهداء
1. الوفاء للوطن: يعلمنا يوم الشهيد أن حب الوطن ليس مجرد كلمات تُقال، بل أفعال تُجسد. كل شهيد هو درس حيّ في التضحية الحقيقية من أجل مستقبل الأمة.
2. الوحدة الوطنية: دماء الشهداء لا تفرق بين مواطن وآخر، فهي رمز للوحدة الوطنية التي تجمع أبناء الإمارات تحت راية واحدة، مهما اختلفت أعمارهم أو مناطقهم.
3. القوة والشجاعة: في قصص الشهداء نجد معاني الثبات في وجه التحديات، والدفاع عن المبادئ مهما كلف الأمر.
كيف يكرم الوطن أبناءه الشهداء؟
قررت دولة الإمارات، بقيادتها الحكيمة، أن تجعل من يوم الشهيد أكثر من مجرد مناسبة رمزية. هذا اليوم هو تكريم رسمي وشعبي لأبناء الوطن الذين قدموا أرواحهم في ميادين العز والشرف. من خلال تنظيم فعاليات متعددة تشمل:
• تنكيس الأعلام: كرمز لاحترام تضحيات الشهداء.
• لحظات الدعاء: تُرفع فيها الأيدي بالدعاء لأرواحهم الطاهرة.
• قصص البطولة: تُروى حكايات الشهداء في المدارس والجامعات لتكون مصدر إلهام للأجيال.
• تقديم الدعم لأسر الشهداء: لأن الوطن لا ينسى أبناءه ولا يترك عائلاتهم وحدها.
رسالة من الوطن للشهداء
إلى أرواح الشهداء التي تسكن السماء، نقول: لم ولن ننساكم أبدًا. أنتم من زرعتم في قلوبنا معنى العزة، وأنتم من علمتمونا كيف نعيش بأمان. دماؤكم ليست مجرد ذكرى، بل هي الوعد الذي قطعناه على أنفسنا بأن نحافظ على هذا الوطن ونبنيه ليكون منارة بين الأمم.
ماذا يعني يوم الشهيد للأجيال القادمة؟
يبقى يوم الشهيد تذكيرًا دائمًا بأن حب الوطن قيمة لا تُقدّر بثمن. يُعلم الأجيال أن ما نتمتع به اليوم من أمن ورخاء لم يأتِ بلا ثمن، بل بُني على تضحيات عظيمة. من خلال الاحتفاء بيوم الشهيد، نغرس في قلوب الأطفال والشباب معنى الوفاء والاعتزاز بالهوية الوطنية، ونُعدّهم ليكونوا جنود المستقبل، سواء كانوا في ميادين القتال أو ساحات العمل والعلم.
الشهادة في الإسلام: مكانة الشهداء في الجنة
الإسلام كرّم الشهداء وجعلهم في أعلى المراتب، فهم أحياء عند ربهم يُرزقون. في القرآن الكريم والأحاديث النبوية، نجد إشارات كثيرة إلى فضل الشهداء ومكانتهم. هذه القيمة الدينية تعزز من مكانة الشهادة في قلوب أبناء الإمارات، وتمنح أهالي الشهداء الصبر والفخر بأبنائهم.
الإمارات نموذج للعطاء والوفاء
لا تكتفي الإمارات بتكريم شهدائها في الداخل، بل تجعل من يوم الشهيد رسالة للعالم عن القيم الإنسانية العظيمة التي تحملها. هي دولة تقدر كل من يضحي لأجل العدالة والسلام، سواء داخل حدودها أو خارجها. من خلال مبادراتها الإنسانية ودعمها للسلام العالمي، تؤكد الإمارات أن يوم الشهيد ليس فقط مناسبة وطنية، بل رسالة عالمية بأن التضحية من أجل الخير والعدل هي أسمى ما يمكن للإنسان أن يقدمه.
أثر الشهداء في بناء المستقبل
الشهداء هم البنّاؤون الحقيقيون للأوطان، ليس فقط بدمائهم التي تُسقي الأرض، بل بإرثهم الذي يُشعل روح الإبداع والبناء في الأجيال القادمة. يوم الشهيد يُذكّرنا أن الأوطان لا تُبنى فقط بالكلمات، بل تحتاج إلى تضحيات تُبذل على مختلف الأصعدة، سواء في ميادين القتال أو في ساحات العمل والإبداع.
خاتمة: عهد دائم بالوفاء
يوم الشهيد ليس نهاية ذكرى، بل هو بداية عهد يتجدد في كل عام. عهد بأن نكون أوفياء للوطن، أن نحافظ على رايته عالية، وأن نسير على خطى من ضحوا من أجله. ستظل الإمارات، قيادة وشعبًا، تقف في هذا اليوم لتُجدد الولاء والوفاء لشهدائها. رحم الله شهداء الوطن، وجعل من ذكراهم نورًا يضيء طريقنا نحو مستقبل أفضل.
المستشار الدكتور خالد السلامي – سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة ورئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021 وحاصل على جائزة الشخصيه المؤثره لعام 2023 فئة دعم أصحاب الهمم وحاصل على افضل الشخصيات تأثيرا في الوطن العربي 2023 وعضو اتحاد الوطن العربي الدولي. عضو الامانه العامه للمركز العربي الأوربي لحقوق الإنسان والتعاون الدولي حائز على جائزة أفضل شخصيه مجتمعية داعمه لعام 2024 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *