“القومي” أحيا “عيد المقاومة والتحرير” باحتفال حاشد في ضهور الشوير /ماضون لننتصر/

“القومي” أحيا “عيد المقاومة والتحرير” باحتفال حاشد في ضهور الشوير /ماضون لننتصر/

أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي مناسبة الخامس والعشرين من أيار “عيد المقاومة والتحرير” باحتفال حاشد في دار سعاده الثقافية الاجتماعية ـ ضهور الشوير، تحت شعار “ماضون لننتصر”. وشارك في الاحتفال جموع كبيرة من القوميين والمواطنين، وفرقة كشفة وثلة من النسور.

 

تقدّم الحضور إلى جانب رئيس الحزب الأمين أسعد حردان ورئيس المجلس الأعلى الأمين سمير رفعت وأعضاء من القيادة المركزية للحزب، نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، أمين عام حزب الاتحاد النائب حسن مراد على رأس وفد، النائب والوزير السابق بشارة مرهج، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان علي حجازي على رأس وفد كبير، رئيس حزب التيار العربي شاكر البرجاوي على رأس وفد، رئيس “المركز الوطني في الشمال”  كمال الخير، عضو اللجنة المركزية في حزب الطاشناق باروير آرسن، ممثلة سفارة الجمهورية العربية السورية في لبنان عبير سلوم، ممثل الحرس القومي العربي عصام فاخوري، رجل الأعمال فراس أبو حمدان، الدكتور ميلاد السبعلي، رئيس بلدية الشوير عين السنديانة حبيب خليل مجاعص، ورئيسها السابق نعيم صوايا ورئيسها الأسبق حبيب جوكا مجاعص، مختارا الشوير أنطوان حليم أبو زيد ومخايل صوايا، وعدد من أعضاء المجالس البلدية والاختيارية وفاعليات وحشد كبير من القوميين والمواطنين.

استهلّ الاحتفال بالوقوف لسماع النشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي ونشيد جبهة المقاومة الوطنية.

ثم عرض فيلم عن شهداء الحزب.

مهدي

قدّم للاحتفال ناموس المجلس الأعلى في الحزب سماح مهدي، وجاء في كلمته:

أيها الحضور الكريم كل باسمه وصفته ولقبه وبما يمثل نستميحكم عذراً إن تعمّدنا عدم الترحيب بأيّ منكم، فنحن صدقاً لم نجد بينكم ضيفاً، وأنتم جميعاً أهل هذه الدار الجامعة، دار سعاده الثقافية الاجتماعية التي تضمّنا اليوم في العيد الثالث والعشرين للمقاومة والتحرير.

ولأنه عيد من أعياد النصر، فلا يفيه حقه عرسنا هذاالذي نقيمه على قمة من قمم جبال لبنان، لذلك كان لزاماً علينا أن نوسّع دائرة الفرح لتشمل الساحل، حيث تجمع ـ الآن ـ قاعة رسالات في الضاحية الجنوبية لبيروت عرساً ثانياً يقيمه الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً بهزيمة الاحتلال على يد المقاومة.

وتابع: إنه عيد فيه نصيب لكلّ مقاوم، للشهيد والجريح والأسير وعائلاتهم، للمدرّب والمنظر، لحامي خط الإمداد، للطبيب والممرّض، للإعلامي والمعلم، للخباز والطاهي، للفنان والشاعر، لمن دعا في صلاته لمجاهد، لمن ساهم في إيجاد البيئة الحاضنة للمقاومة.

إنه باختصار عيد لكلّ من آمن بحقنا في الحياة والحرية، إنه عيد لكلّ رفاق السلاح الذي قاوموا وسطروا الانتصارات في ميادين الصراع.

أضاف: قال مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي الشهيد أنطون سعاده، إنْ كنتم ضعفاء وقيتكم بجسدي، إنْ كنتم أقوياء سرت بكم إلى النصر، لكني قبل ذلك أقصيت عني كلّ جبان، فقضية تساوي الوجود كلّه، لا تقبل فيها من يرضى الهوان. حجمها يحتاج إلى جبابرة يمارسون البطولة في كلّ آن.. يحملون لواء الحق زوبعة، يرفعونها في كلّ ميدان، ساحات الجهاد لم يبرحوها قط ومن دعاهم إليها أخطأ العنوان، نحن أبناء الحياة الأوفياء، اسأل عنا سوق الخان على بعد كوفية من هنا تدرّبوا، فاجتمع كلّ ما في الأرض من شموخ وعنفوان.. وجدي الصايغ، سناء محيدلي، مالك وهبي، ابتسام حرب، خالد أزرق، علي طالب، مريم خير الدين، محمد قناعة، نورماً أبي حسان، عمار الأعسر، زهرة أبو عساف، فدوى غانم، علي عاصي، محمد عواد، أدونيس نصر وخالد علوان… شرب التراب الأحمر القاني فتفتحت زوابعاً شقائق النعمان وقالت دماؤهم للنصر كن فكان.

الحاج حسن

ثم ألقى الأمين الشاعر الدكتور علي الحاج حسن قصيدة بالمناسبة بعنوان “مقاوم” جاء فيها:

إذا سَاءَلتَ أهل الأرضِ عنّي                     أجاب المُستَعِينُ الله أنّي

أنا الموت الذي أحيَيت شعباً                      أطعتُ طمُوحَهُ وأجادَ فنَّي

أنا عيسى المسيحُ على صَليبي                   خَلاصُ النَّاس في مَوتي وَمِني

أنا إبن الوليد وتلك روما                          وفي اليرموك أعياها مجنّي

أنا السَبطُ الحُسينُ وكربلائي                     انتِصار الحَقِّ في إنسٍ وجِنِ

أنا من قالَ للجلاَّد شُكراً                          دمي في وقفة العزّ التَّغني

أنا جرحٌ جنوبيٌّ بِدَمي                           السُّنونو جَيدها غُنجاً تُحَنّي 

أنا وجدي، سناء، حبيب خالد                   أنا أسقطتُ أحكامَ التَّجنّي

أنا قانا الجليل دَمِي شرابٌ                       تَخَمَّر يُشبعُ الأحرار دِنِّي

أنا طفلٌ فلسطينيُّ يحبو                          على دَرَجِ الألوهَةِ في تَأنِّ

لأنَّ الله إنصافٌ وعَدلٌ                          وطِفلُ القدس بِاسم الليل يبني

أنا بغدادُ هُدَّ الجورُ فيها                        وصَاحَ الغزوُ يا خَوفي أعِنّي

أنا روح الشهيد وصوت ربِّي                 وآياتُ الجِهادِ تقولُ عَنِي 

أنا تمُّوزُ عَهدي وانبعاثي                      وآذاري شموخي والتكنِي

أنا يا ميسلون شهود موتي                     انتصارات بها الدنيا تهنّي 

 

وعبد الغَربِ مأمورٌ لِعَبدٍ                      فيا لبنانَ مِن هذا التَدَنّي

إذا ارتهن الطـُّغاةُ بمال روما                 وطاغوط التصهين ذاك أعنِـي

فَفِي لبنان يا نيرون شَعبٌ                     وفيٌ للشـــــآم بدون رهنٍ

قد إعتدنا الشهادة، شُمٌّ قومٍ                    بلونِ دَمي حنين الأرض بُنِّي

أنا التاريخ يَحيـا في بلائـي                   وموتي عاشَ يَختصِرُ التمنّي

أنا والنصر أقنومــان بنّــا                   أنا رأسي سوى لله أحني

أنا شعبٌ أنـاخَ الدَّهرَ حَتَّى                  استّراح الدَّهرُ مُنصاعاً لِظنّي 

مرهج

وألقى النائب والوزير السابق بشارة مرهج كلمة قال فيها: إنّ إيماننا بالمقاومة يكتسب اليوم معنى خاصاً، معنى يتعدّى صراعنا التقليدي مع الحركة الصهيونية ودولتها العنصرية التي تحتلّ فلسطين وتعتدي على سورية وتناور على لبنان، متحيّنة الفرصة للانقضاض عليه، في الوقت الذي تتطاول فيه على مختلف الدول العربية وتتحدى طهران والإقليم.

فهذا الصراع مستمرّ ومستعر، وإنْ هدأت الأوضاع بعض الأحيان، ذلك أنّ هذه الحركة الفاشية التي وُلدت في أحضان الاستعمار البريطاني الخبيث ونمت وترعرعت تحت مظلته تحملُ من المركز الاستعماري العالمي تكليفاً دائماً بالعدوان على هذه المنطقة الاستراتيجية وبث السموم في مجتمعاتها والعمل على تفكيك دولها تحت مسمّيات مختلفة بغية تثبيت أقدام الاستعمار والاستبداد والاحتراب في بلادنا.

لذلك فإيماننا بالمقاومة ليس منبثقاً من العفوية أو العاطفة، على سلامة هذا الأمر، وإنما هو حاضرٌ بقوة لأنه حق لا يُنازع، ولأنه ضرورة تاريخية لحماية وجودنا وصونِ وحدتنا، وتحصين سيادتنا وتمكين دولنا من الثبات على أرض الواقع.

أضاف: إيماننا بالنهج المقاوم يرتب علينا مسؤوليات عديدة تأتي في مقدّمتها كلّ التيارات السياسية المنغلقة والمستتبعة التي تدعو للفدرالية أو التقسيم. فالإنعزال ما من مرة كان الدواء الشافي لأوضاعنا المتردّية، فكيف يكون دواءً شافياً وهو أصل الداء؟ وكيف يكون شافياً وهو الأرض الخصبة لاستيلاد التطرف والغلوّ وتفشي الجهل والكراهية وانتشار فلسفة الريبة التي تدعو للإقصاء وتشكك بالأولويات وترسخ الأنانيات وتطعن بالثوابت وتنشر الانقسام وتقلل من شأن الاحتلال والاستيطان وكأنّ الأوطان وُجدت كي تخضع للعدوان ويتحاصصها أثرياء الصدفة وناكرو النعمة وعسس الليل ومرتزقة المال وليس ليرعاها الأباة ويعمّرها الأوفياء ويتولاها الثقاة ويحميها النجباء.

إنّ الكيان الغاصب يمضي اليوم في تنفيذ مشروعه التاريخي الرامي لإقامة الدولة اليهودية الخالصة على أرض فلسطين متحدياً العالم وقراراته الأممية وعهوده الدولية وكأنه في بداية صراعه مع المحيط العربي التي تتجاهل بعض كياناته ما يجري فعلاً على الأرض وما يرتبه من مخاطر لا تعدّ ولا تُحصى.

وأردف: لكلّ ذلك لا تتوقف الهجمات على المسجد الأقصى، وتستمرّ الانتهاكات لكنيسة القيامة وسائر المقدّسات، وتتفاقم الاعتداءات على الشعب الفلسطيني وتتوالى الاغتيالات للصحافيين والمناضلين على مرأى من العالم كله خاصة العالم الذي يدّعي الالتزام بحقوق الإنسان. ويجري كلّ ذلك بالتزامن مع مزيد من التدريبات والمناورات للجيش استعداداً للزمن الآتي، ومزيد من التوسع في مصادرة أراضي الفلسطينيين وبناء مستوطنات القهر والإرهاب عليها. فما معنى كلّ ذلك؟

معنى ذلك انّ المشروع الصهيوني ليس مشروعاً ماضوياً وإنما هو مشروع مستقبلي، إنه ليس وراءنا بل هو أمامنا ينشط في الليل والنهار لاصطناع حقائق جديدة وتزوير حقائق ماثلة. ومع ذلك يأتي من يقول لنا تخلّوا عن مشروع المقاومة فالحرب انتهت إلى غير رجعة، والبلاد لا تحتمل جيشين وسلطتين مع إدراكهم ومعرفتهم بأنّ “إسرائيل” حاربت العرب بعدة جيوش عام 1948 وإنها تضجّ بالميليشيات حيث السلاح بيد كلّ شخص ابتداء من عمر 16 سنة حيث السلاح مزروع في كلّ موقع من مفاعل ديمونا الذري إلى أعالي الجليل.

وتابع: مشروعةٌ هي الدعوات لوحدة السلطة وعدم استخدام السلاح في الداخل لأيّ كان، مشروعةٌ هي الدعوة لاعتماد استراتيجية دفاعية تكاملية حديثة تنسّق ولا تفرّق، تصون ولا تبدّد.

وكلّ ذلك مُتاح في مناخ الوحدة الوطنية وفي إطار النظرة المستقبلية الذكية التي تستبق التحوّلات وتدرك المآلات وتتفهّم المرحليات. لا يجوز في خضمّ الصراع الداخلي على النفوذ والمال ان تركز على طرف من طرفي المعادلة فحسب، فالمقاومة ليست سابقة للعدوان، وإنما هي ردّ فعل للعدوان الذي لا تزال رائحة باروده تلوح في سماء قانا كما في سماء صبرا وشاتيلا.

ولقد دخل شعبنا في صراع مرير استمرّ عقوداً طويلة حتى تمكن من امتلاك أدوات وآليات الدفاع عن نفسه بوجه عدو لا يزال حتى اليوم ـ وخاصة اليوم ـ يزرع بيننا الشقاق، ويصوّب علينا الصواريخ من الجو والبحر والبر، ممنّياً النفس بتحقيق الإرب وسحق كلّ من كان له بالمرصاد على تلال الجنوب ومداخل عين داره وقمم السلطان يعقوب.

وقال: بدلاً من البحث في المحاصصة وجنس الملائكة، على كلّ المخلصين للبنان والحقيقة ولأيّ جهة انتموا أن يبادروا للبحث في ما يحضّره لنا الكيان الطامع بأرضنا ومياهنا ونفطنا، هل سمعتم ببرنامج بيغاسوس أذكى برامج التجسّس وأخطرها قاطبة، إنه سلاح جديد يطوّره هذا الكيان للسيطرة مخابراتياً واتصالاتياً على محيطه وعلى أصقاع الدنيا، وبهذا السلاح يحاول الكيان التملّص من نمط الحرب الذي ساد حتى الآن إلى نمط جديد متكامل يضمن فيه التفوّق على المقاومة وكلّ دول المنطقة، ويضمن من خلاله تجديد بنية الاستعمار المتهالكة المتآكلة بفضل الاحتكار وقطع الطرقات وإحكام الحصارات.

كل ذلك يقول لنا إنّ المقاومة ليست طرفاً سياسياً إنما هي خيار استراتيجي لحماية لبنان والسهر على استقلاله، وليس من الحكمة أو الوطنية التخلي عن المقاومة، بل تقضي الحكمة والوطنية معاً تنمية مشروعها وتنزيهه عن المشاكل الداخلية حتى تتمكن من أداء الرسالة والحفاظ على وطن الإبداع والتعددية والديموقراطية.

وختم مرهج قائلاً: في يوم المقاومة والتحرير تحية للحزب السوري القومي الاجتماعي ومؤسّسه الزعيم أنطون سعاده، الذي كان في طليعة من أدرك حقيقة الحركة الصهيونية واستشرف طريق المقاومة.

في يوم المقاومة والتحرير تحية لكلّ مقاوم ولكلّ جريح ولكلّ شهيد أو شهيدة من فاطمة البرناوي إلى سناء إلى شيرين أبو عاقلة، تحية لشعبنا المناضل في الجنوب والبقاع الغربي وكلّ الأرجاء اللبنانية. عهدُنا في يوم المقاومة والتحرير أن يستمرّ الكفاح لتحرير الأرض المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجولان وفلسطين.

في هذا اليوم المجيد تحية خاصة للقدس عاصمة فلسطين، عاشت المقاومة وعاش لبنان وألف تحية لفلسطين حرة عربية مستقلة.

كلمة الطاشناق

وألقى كلمة أمين عام حزب الطاشناق النائب أغوب بقرادونيان، عضو اللجنة المركزية باروير آرسن استهلها بالقول: يشرّفني أن أتحدث إليكم باسم حزب الطاشناق في هذا الحفل السياسي المركزي، بمناسبة احتفالنا بعيد التحرير والمقاومة. 25 أيار سنة 2000 إنه يوم تاريخي مجيد يجسّد الصمود والنضال لشعب لبنان ولدور المقاومة البطولي في استعادة السيادة والاستقلال.

المقاومة هي مصطلح يشير إلى حركة أو جماعة تقاوم القوى الاحتلالية أو الاستبدادية أو القمعية، سواء كانت داخلية أو خارجية. تعتبر المقاومة وسيلة للمقاومين للدفاع عن حقوقهم وحرياتهم وكرامتهم، وتسعى لتحقيق العدالة والحرية والاستقلال.

يمكن أن تتباين طبيعة المقاومة وأساليبها حسب الظروف والسياق الذي ينشأ فيها. قد تشمل المقاومة الأعمال السلمية مثل الاحتجاجات والحملات السياسية والمدنية، وقد تشمل أيضاً أشكال المقاومة المسلحة مثل الحركات الثورية والجماعات المسلحة التي تستخدم السلاح للمقاومة.

أضاف: توجد أمثلة عديدة على المقاومة في تاريخ العالم، حيث قامت حركات المقاومة بمواجهة الاستعمار والاحتلال والنظم القمعية. اشتهرت بعض الحركات المقاومة عالمياً وتاريخياً، مثل مقاومة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ومقاومة الشعب اللبناني ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، وصولاً الى التحرير في 25 أيار 2000 وترسيخ ومعادلة القوة ضد العدو حتى يومنا هذا.

وأشار آرسن إلى أنّ حزب الطاشناق تأسّس على العمل المقاوم، فكان المنتسبون الأوائل للحزب من الفدائيين الأرمن الذين ناضلوا كافحوا وقاوموا الاحتلال العثماني آنذاك.

وقال: إنّ عيد التحرير والمقاومة مناسبة لنستعيد ذكريات الشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل الحرية والكرامة. هم رموز البطولة والتضحية التي لا يمكن نسيانها. لنتذكر أنّ المقاومة في لبنان ليست مجرد منظمات وفصائل وأحزاب مشاركة هنا اليوم، بل هي وجه آخر لشعب واحد يصارع من أجل استعادة حقوقه ومستقبله.

واعتبر أنّ دور الشعب والجيش والمقاومة في عملية تحرير الوطن حتى 25 أيار 2000 كان حاسماً ومؤثراً في استعادة السيادة والاستقلال للبنان. كلّ من هذه الكيانات الثلاثة لعب دوراً مهماً في تحقيق هذا الانتصار التاريخي.

لقد قدّم الشعب الدعم الشامل للمقاومة والجيش في مواجهة الاحتلال، وأظهر التضامن والوحدة والتمسك بالأرض والهوية الوطنية في مواجهة التحديات.

كان الجيش اللبناني عموداً فقرياً في عملية تحرير الوطن. قام الجيش بتعزيز قدراته العسكرية وتنسيق جهوده مع المقاومة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي. عمل الجيش على تأمين المناطق  اللبنانية وحماية الشعب من المندسّين والعملاء.

لعبت المقاومة دوراً حاسماً في تحرير لبنان، استخدمت المقاومة الوسائل المشروعة والعسكرية للتصدي للاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الانتصارات الاستراتيجية. قدّمت التضحيات الجسام، وأظهرت قوة العزيمة والتنظيم والتكيّف مع المتغيّرات على الأرض.

دور المقاومة في لبنان لم يكن يقتصر فقط على المواجهة المسلحة، بل تجاوز ذلك ليشمل الصمود الثقافي والاجتماعي والنفسي. قدّمت المقاومة في لبنان تضحيات جساماً وتحمّلت مسؤولية حماية الوطن والدفاع عن كرامة شعبه.

كان لدور المقاومة في عملية التحرير أثر عميق وحاسم، تصدّت المقاومة للقوات الإسرائيلية بكلّ شجاعة وقدرة عسكرية، بفضل تضحياتها وتنظيمها القوي، تمكنت المقاومة من إيقاف العدوان وتحقيق انتصارات استراتيجية وترسيخ الشعور بالأمان والثقة بالنفس في نفوس اللبنانيين وترسيخ معادلة القوة والنصر التي ننعم بها حتى يومنا هذا.

إنّ هذا العيد هو تذكير لنا جميعاً بالقوة والتضحية التي يتحلى بها شعبنا وجيشنا ومقاومتنا، إنه تذكير بأننا قادرون على التغلب على التحديات وتحقيق النصر عندما نتحد ونعمل بروح الوطنية والتضامن.

إننا اليوم نواجه تحديات جديدة تتطلب منا الوحدة والتعاون والحوار لانتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة تمثل جميع الفرقاء وتقوم بالإصلاحات الضرورية، يجب أن نواصل بناء لبنان القوي والمستقر، حيث تكون سيادتنا محمية وحرياتنا محفوظة، يجب أن نعزز قواتنا المسلحة ونعمل على تعزيز الاستقرار والتنمية في كلّ ربوع الوطن ونحافظ على معادلة جيش وشعب ومقاومة.

في هذا اليوم المجيد، دعونا نجدّد العهد مع لبنان وشعبه، ونتعهّد بأن نواصل العمل بروح المقاومة والتحرير من أجل بناء لبنان أفضل قوي ومزدهر، لنتحد كشعب واحد، ولنضع مصلحة وطننا فوق أيّ اعتبار آخر، لنعمل معاً لتحقيق التقدّم والازدهار والآمان لشعبنا ونبني مستقبلاً يليق بتاريخنا وطموحاتنا وانتصاراتنا.

 

كلمة البعث

وألقى الأمين القطري لحزب البعث العربي الإشتراكي علي حجازي كلمة استهلها قائلاً: من حزب الاستشهادية حميدة الطاهر إلى حزب الاستشهادية سناء محيدلي تحية البعث، تحية عربية.

يسرني أن أقف اليوم في ضهور الشوير ونحن والحزب السوري القومي الاجتماعي لنا تاريخ من المقاومة في ضهور الشوير، ولنا تضحيات في هذه البلدة بمواجهة نفس القوى التي تصطفّ اليوم ضدّ المقاومة وتصدر بياناً تتحدث فيه عن السيادة وهم لا يدركون أنه لولا المقاومة من جبهة المقاومة الوطنية الى المقاومة الإسلامية لا سيادة ولا كرامة في هذا البلد.

أضاف: هذه المقاومة التي قاتلت من أجل كرامة هذا البلد، قاتلت لأجل كرامة شعب هذا البلد، هذه المقاومة التي ضحت لأجل كل لبناني وكل عربي وسجلت في قاموسها انتصاراً تاريخياً تجسّد باندحار العدو الصهيوني عام 2000، هذه المقاومة بكلّ فصائلها وأحزابها دون استثناء، بالجيش العربي السوري، بإيمان القائد الخالد حافظ الأسد بالمقاومة، بقتال الجيش العربي السوري والرئيس القائد الدكتور بشار حافظ الأسد في مواجهة قوى التكفير، وما فعل المقاومة في سورية اليوم إلا امتداد لمواجهة نفس المشروع الذي كان يستهدف بلدنا ولكن بمسمّيات مختلفة، اعتقدوا أنها ستمرّ علينا تحت عنوان الديمقراطية وتحت عنوان كرامة الإنسان وهم يدركون جيداً إنه إذا ما كان هناك كرامة للإنسان في الوطن العربي فهذه الكرامة صنعتها المقاومة وأحزاب المقاومة من لبنان إلى فلسطين إلى سورية.

وتابع: هذه المقاومة التي تتعرّض لأبشع حملة تشويه في التاريخ المعاصر، هذه المقاومة المستهدفة بكلّ أحزابها وشخصياتها وفكرها وعقائدها، هذه المقاومة التي يُراد لها أن تنبطح أمام قطار التطبيع وأمام بيع القضية المركزية للعرب، قضية فلسطين التي ستبقى دائماً وأبداً قضيتنا المركزية، وسنسعى لتحرير هذه الأرض من البحر إلى النهر، ولن نتخلى عن أيّ شبر من أرضها، فلسطين التي تعيش عصراً ذهبياً في العمل المقاوم حينما يعتقد كلّ مغتصب أنه مستهدف وقد يقتل في أيّ لحظة.

وأردف: هذه المقاومة هي استمرار لنهج سوف يؤدّي حتما إلى زوال هذا الكيان الغاصب، ومن هنا تأتي الدعوة إلى أن نكون حذرين في المرحلة المقبلة من هذه اللحظة التي يفترض أن نبقى يقظين بها مستذكرين أنّ الكلام الطيب من الذين قاتلونا وراهنوا على سحقنا وعلى إنهاء وجودنا، تارة راهنوا بالاحتلال الإسرائيلي وأخرى بحرب تموز ومرة بالحرب التكفيرية على سورية، ومرة بإسقاط الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي نتوجه لها بالتحية لأنها كانت الداعم الأساس للمقاومة ولا ننسى تضحيات الجيش اللبناني الذي أيضاً كان دائماً وأبداً شريكاً في المعادلة الذهبية “جيش وشعب ومقاومة”، وتأتي دعوتنا أيضاً إلى انتخاب رئيس للجمهورية بمواصفات وطنية ففي هذا البلد الذي حرر أرضه في آيار من العام 2000 والذي انتصر في تموز 2006، في البلد الذي قاتل في مواجهة الحرب التكفيرية في سورية ولبنان، في هذا البلد لا مكان لرئيس لا يؤمن بالعروبة ولا يؤمن بالمقاومة.

وقال: مهما حاولتم تجميل صورته وتزيينها لن تنسّونا حقيقته، فنحن نعرف من أيّ مدرسة تخرّج، ونعرف من يسوّق له، ومن يسوّق فؤاد السنيورة له لن يكون رئيساً للجمهورية في هذا البلد، ونقولها بالفم الملآن إنّ مرشحنا لرئاسة الجمهورية هو رئيس تيار المرده النائب السابق سليمان فرنجية، فلا تتعبوا في المناورات والمسايرات وادّعاء تقديم الضمانات، نحن قوى المقاومة لا نريد ضمانات لأننا نحن من نعطي الضمان في هذا البلد، نحن الذين أسهمنا في بقاء هذا البلد، لذا “العبوا غيرها” وطبعاً لا نريد رئيساً بهدف رفع الصور في المكاتب فقط، بل نحن نريد رئيساً للجمهورية يجهد في بناء دولة بعيداً عن هذا النظام الطائفي التحاصصي الذي نعيش كلّ نتائجه اليوم، هذا الذي نعيشه هو نتاج النظام الطائفي، وهذا نتاج القانون الانتخابي المسخ، وبالتالي لا داعي لمحاولة الترميم، وأعتقد أنه إذا لم نفعلها الآن سيأتي يومٌ ونفعلها ونذهب نحو تغيير أو تحديث لهذاالنظام الذي لا يصلح لبناء دولة.

وختم حجازي بتوجيه الشكر مجدّداً للرفقاء في الحزب السوري القومي الاجتماعي على هذه الدعوة، ودائماً نقولها إما أحرار فوق هذه الأرض وإما شهداء تحت ترابها، المجد للمقاومة والتحية لكلّ أحزابها وسيدها…

 

كلمة الاتحاد

وألقى الأمين العام لحزب الاتحاد النائب حسن مراد كلمة قال فيها: شرّفني الاخوة في الحزب السوري القومي الاجتماعي بأن أكون متحدثاً اليوم في هذا الاحتفال بين الأعزاء المتحدّثين، وموضوع هذا الاحتفال هو الشرف الوحيد، والمناسبة التي نحتفل بها تشرّف كلّ شخص وكلّ متحدث.

أضاف: منذ 23 عاماً سطّر لبنان معادلة جديدة، وأسقط نظرية “العدو الذي لا يُقهر”، وأكد أنّ المجد الحقيقي صُنع في لبنان.

25 أيار 2000 ليس فقط تاريخ تحرير أرضنا من الاحتلال، بل هو بداية تاريخ جديد من النضال ستكون نتيحته حتماً تحرير فلسطين.

ومن هنا وفي هذا التاريخ بالذات يجب أن نؤكد مجموعة من الثوابت…

1 ـ حتى تاريخه لا يزال في لبنان أرض محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ولنا مطلق الحق باستعادتها بكلّ الوسائل المتاحة.

2 ـ المقاومة في لبنان وجدت كردّ فعل على فعل الاحتلال وبالتالي هي حاجة وضرورة طالما الاحتلال موجود وهي العامل الرئيسي لقوة لبنان، فلن نستغني عنها ونسلّم بلدنا مرة جديدة للاحتلال ليسرح ويمرح فيه كما يشاء.

3 ـ العدو الصهيوني باختصار لا يفهم إلا لغة القوة، وقد جرّب العرب معه كل الوسائل لاستعادة جزء يسير من الأرض ففشلوا، ووحدها المقاومة هي التي استطاعت أن تسترجع الأرض وتحمي الوطن من أيّ عدوان.

وأكد مراد أنّ معادلتنا كانت وستبقى “أنّ ما أُخذ بالقوة لا يُستردّ بغير القوة” كما قال قائدنا جمال عبد الناصر.

4 ـ للبنان الحق باستكشاف ثرواته وسواء كانت في البحر أو في البرّ هي حقّ لأبناء شعبنا، وحماية هذه الثروات حق مقدس بكلّ الوسائل المتاحة.

5 ـ مواجهتنا للمشروع الصهيوني وأدواته لا تعني أبداً أن نسكت عن الفساد والهدر الموجودين في الدولة تحت أيّ حجة، وكما قاومنا الاحتلال وانتصرنا يجب أن نقاتل الفساد والفاسدين وننتصر عليهم من أي جهة كانوا ولأيّ فصيل انتموا، لأنّ وطناً محكوماً من الفساد يخسر كلّ يوم مقدرات وجوده وبالتالي هو ليس وطناً.

6 ـ فلسطين كانت وستبقى بوصلة نضالنا، لم نحد ولن نحيد عنها ما حيينا ونحن نصادق من يصادقها ونعادي من يعاديها.

7 ـ سورية هي قلب العروبة النابض وعودتها الى الجامعة العربية خطوة أساسية لا بدّ منها لتعزيز العمل العربي المشترك وتحقيق ايّ نوع من أنواع التكامل، وبالتالي ما شهدناه في قمة جدة هو خطوة في الاتجاه الصحيح.

8 ـ لبنان كان وسيبقى عربي الهوية والانتماء واحداً موحداً ولن نسمح لا بتقسيمه ولا بفدرلته ولا بأيّ طرح يمسّ بالنسيج والوطني ويعزز الولاءات المذهبية والطائفية على حساب الوطن، وبالتالي سنعمل على مواجهة ايّ خطر يهدّد وحدة مؤسسات الدولة لغايات مشبوهة وحتى وحدة العاصمة.

9 ـ خلاص لبنان من أزماته المتلاحقة لا يكون إلا بتطبيق كامل بنود اتفاق الطائف، وليس أن نطبّق ما يناسبنا منها ونترك الباقي، بل يجب تطبيق كلّ البنود وبشكل كامل متكامل لأن التطبيق الجزئي هو مجرد نفاق…

10 ـ تحرير اقتصادنا يشبه تحرير أرضنا، وبالتالي يجب أن نقاوم حتى نحرّر الاقتصاد من الكارتيلات التي تسيطر عليه، وهذا لا بكون إلا بوضع خطة اقتصادية إصلاحية حقيقية تُعيد للدولة قطاعات إنتاجها وصناعتها، وتُرجع للناس حقوقها المسلوبة من المصارف وودائعها التي هي جنى أعمارها وحياتها.

11 ـ انطلاقاً من عروبة البلد يجب أن يكون للبنان أفضل العلاقات مع الدول العربية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل وعدم استخدام أرضنا للتآمر على أي دولة عربية.

12 ـ العدالة الاجتماعية هي حق لكلّ مواطن حتى يعيش كريم النفس في دولته التي يُفترض أن تحترمه وتقيم له اعتباره كمواطن وكإنسان.

هذه الثوابت التي ذكرتها تشكل المنطلقات التي يُفترض أن نسعى لتحقيقها حتى يكتمل رونق التحرير ولكي نرى بلدنا في المكان الذي يستحقه ويكون متقدماً بين الدول.

وشدّد مراد على أننا في 25 أيار نؤكد أنّ أزمتنا في الداخل يجب ان تُحلّ بأسرع فرصة ممكنة لأنّ البلد لا يتحمّل ترف الانتظار وتضييع الوقت، وبالتالي إذا لم نتدارك ما هو آتٍ فنحن متجهون حتماً إلى أزمة أكثر تعقيداً.

في يوم التحرير نستذكر تضحيات جيشنا اللبناني البطل، ونوجّه له كلّ التحية على إخلاصه وثباته في الدفاع عن أرضنا وثرواتنا الوطنية.

كما نستذكر تضحيات الشهداء والأسرى والمصابين لانّ ما قدّموه للبلد يعطيهم الفضل الذي سيبقى ديناً علينا جميعاً ما حيينا.

فتحية للجيش والشعب والمقاومة لاننا بهذه الثلاثية حققنا التحرير الذي كان مقدّمة لتغيير موازين القوى العسكرية بيننا وبين العدو، وجعلنا نرسي معادلة الردع الجديدة.

كما لا يفوتني ان أستذكر تضحيات الجيش العربي السوري الذي وضع مع المقاومة في لبنان الكتف على الكتف حتى وصلنا إلى 25 أيار وحققنا النصر والتحرير، فلسورية قيادةً وجيشاً وشعباً كلّ الحب والعرفان.

وما حصل في سورية طوال السنوات الماضية هو نتيجة هذه المواقف المشرّفة التي وقفتها سورية ولا تزال مع المقاومة، ونحن كنا ومعها وسنبقى لأنها فعل إرادة وقوة حقيقية تُستعمل للدفاع عن النفس.

وفي سبيل تحرير البلد الكامل يجب أن نشبك أيدينا جميعاً، حتى نقدر نوصل البلد نحو الاستقرار والازدهار والتقدّم.

كلمة رئيس “القومي”

وألقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان كلمة قال فيها: الخامس والعشرون من أيار، منصة فرح تمتدّ على مساحة وطن قاوم أبناؤه الاحتلال وانتصروا…

هو في تلك الوجوه العائدة الى بيوتها وقراها، مفعمةً بالفرح مشبعةً بالعز والكرامة…

هو وجوه لم تُرَ، لكنها كتبت حكاية النصر بالدم والبندقية

هو “شهداؤنا طليعة انتصاراتنا الكبرى”.

هو الإعجاز والإنجاز في آن، تحريراً وانتصاراً.

والانتصارات أيها الأصدقاء والرفقاء، تحفر عميقاً وترسخُ في ذاكرة الشعوب والأمم.

أما النكبات فشريطٌ مصوّر سجّل على مرّ التاريخ، دقائق الأحداث، غزوات واحتلالات، غطرسة وهمجية، قمعاً وقتلاً، قهراً واستبداداً، مجازرَ وعدواناً، وفي كلّ هذا الشريط شعبنا هو الضحية.

نعم، المحطات شواهد.

حاصرونا من كلّ جهات الجريمة، 

مارسوا كلّ صنوف الإرهاب، لاقتلاعنا من أرضنا، وقتلنا في أرضنا،

أرادوا تجهيل تاريخنا وطمس هويتنا، وشطب وجودنا،

عمّموا سرديّتهم بأنّ أرضنا، هي “أرض بلا شعب”، والسردية تستبطن تخطيطاً مُمنهجاً لإبادتنا.

نعم، إنّ ذاكرة شعبنا تختزن كلّ شواهد القهر والقتل والاستبداد، من الاحتلال العثماني بكلّ صلافته وجزّاريه وسفاحيه، إلى الاستعمار الانكليزي والفرنسي، إلى الاحتلال الصهيوني إلى الارهاب المتعدّد الجنسيات.

لكن، ما هو ثابت، أنّ الشعوب الحرّة بطبيعتها ترفض الذلّ والهوان وكلّ مفاعيل الاحتلال، وشعبنا لم يكتفِ بالرفض بل حوّل المعاناة إلى فرصة، فقاوم وانتصر.

 

ولأننا منتصرون، فإنّ الخامس والعشرين من أيار، يعني لنا الكثير الكثير. هو ثمرة دماء بُذلت وتضحيات قُدّمت، هو خلاصة تراكم نضالي احتشدت فيه الإرادات الحيّة والنفوس الأبيّة، والأفعال النوعية، بدءاً من إسقاط شعار “سلامة الجليل” إلى بطولة خالد علوان في بيروت، إلى وجدي وسناء وكلّ الشهداء والاستشهاديين، إلى الملاحم البطولية التي سطّرناها مع العديد من القوى والأحزاب، والمستمرة الى يومنا هذا، جهوزية وتأهّباً واستعداداً بروحية البذل والفداء، لتحقيق الانتصار تلو الانتصار.

وتابع: التحرير، تحقق بالإرادة الفاعلة المصمّمة، بالقوة التي هي القول الفصل، والتحريرُ انتصارٌ ممهورٌ بدماء الشهداء.

المقاومة، بالنسبة لنا، هي كلّ لا يتجزأ، هي نحنُ بكلّ أحزابها وقواها وفصائلها، هي نحن بثلاثيتها الذهبية، وهي نحن، لأنها خيار شعبنا الذي قاوم الاحتلال وحطم عنجهيته.

 والمقاومة منظومة قيم، فهي تجسّد الانتماء الى الأرض والوطن، والمنخرطون فيها، قتالاً ونضالاً مؤتمنون على القيم ومبادئ السيادة والكرامة.

ولأنّ السيادة لا تُصان إلا بالتضحيات، نقول للمشككين أصحاب شعارات السيادة الوهمية:

كفى تصويباً على القوى التي دافعت وتدافع عن سيادة لبنان وكرامة اللبنانيين، لأنكم بهذا التصويب تستهدفون عناصر القوة، وتعتدون على القيَم.

كفى محاولات يائسة، بتنسيب المقاومة الى هذه الدولة أو تلك. فآلاف الشهداء حسَباً ونسَباً هم من مختلف مناطق لبنان وأسماؤهم معروفة، وتدحض مزاعمكم. وهذه حقيقة، لا تقلّل أبداً من فخرنا واعتزازنا بكلّ شهيد ارتقى في مواجهة العدو الصهيوني وهم كثر.

واعتبر حردان أنّ الدول التي تواجه الاحتلال والعدوان، تعتز بمقاومة شعوبها وتكرّم شهداءها فتخلّد ذكراهم بإطلاق أسمائهم على المدن والشوارع والمرافق والمؤسسات.

أما في لبنان، فأسماء الغزاة والمستعمرين لا تزال تتصدّر الشوارع والمباني والساحات. انها حقاً لمفارقة.

وإننا في هذا الخصوص ندعو الدولة بكلّ مؤسساتها إلى إزالة كلّ هذه التشوّهات، وتزيين كلّ معالمنا بأسماء شهدائنا الأبطال.

الدول والشعوب التي تطرد الاحتلال تزهو بقوّتها واقتدارها وانتصاراتها. أما في لبنان ورغم عظيم الانتصار، فإنّ البعض يصرُّ على البقاء في مستنقع مقولات الضعف والحياد!

نعم، البعض في لبنان يتنكّر للإنجازات والانتصارات، ويستظلّ شعارات التقسيم والفدرلة، ولا يميّز بين عدو وصديق، لذلك ندعوه إلى إعادة القراءة والحسابات، القراءة في كتاب التضحيات دفاعاً عن أرض لبنان وسيادته وكرامة أبنائه، وإعادة الحسابات بشأن الرهانات الخاسرة والخيارات الغبية الهدامة…

نحن نريد لبنان واحداً موحداً، قوياً وقادراً، على صورة جيشه بعقيدته القتالية الراسخة في مواجهة العدو الصهيوني. فتحية للجيش اللبناني قيادة وأفراداً…

على صورة مقاومته التي حرّرت معظم الأرض اللبنانية وأرست المعادلات الحاسمة. ونحن متمسّكون بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، لتبقى عناصر القوة مجتمعة ومتكاملة وستبقى. فتحية لهذه الثلاثية، ولشهدائها وأبطالها.

وأكثر من ذلك، لا يراهنَنّ أحد على العدو الصهيوني، فهذا العدو مهما امتلك من آلة حربية فتاكة ومهما كان موغلاً في حقده العنصري وإرهابه المتمادي، لن ينتصر علينا، فنحن أبناء الأرض وأهل الحقّ وخيارنا ثابت راسخ، في الدفاع عن أرضنا وعن حقنا وسيادتنا.

وذكّر حردان بأنّ الاجتياح الصهيوني للبنان في العام 1978، ثم في العام 1982، وصولاً إلى العاصمة بيروت، تهيّأت له الأرضية بالفوضى التي حلّت والانقسامات التي تعمّقت، وبانحلال الدولة التي انكفأت عن القيام بدورها وتخلت عن مسؤولياتها، ونتيجة كلّ ذلك، دفع لبنان واللبنانيون أثماناً باهظة.

واليوم، ننبّه إلى أنّ العدو الصهيوني يراهنُ على حدوث فوضى تُحضّر للبنان، فهو يريده مفتتاً ومشلعاً ومقسّماً، لا دولة فيه ولا مؤسّسات، لكي تتهيّأ له أرضية هشة كالتي كانت عشية اجتياحاته، لذلك، علينا أن نحصّن عناصر قوّتنا لنحمي بلدنا وأمنه واستقراره وسيادته.

واجب الوجوب، أن نرفع الصوت مقروناً بإرادة الفعل، لا للفوضى، لا للتقسيم، لا للفدرلة، نعم للسلم الأهلي، نعم للوحدة الوطنية، نعم للإنماء المتوازن بالصيغ التي نصّ عليها الدستور، لا بالبدع التي يريدها البعض.

هذا موقفنا، ودعوتنا للجميع، بأن تعالوا لنحصّن وحدة لبنان ونصون سلمه الأهلي، ونحمي أمنه الاجتماعي عن طريق تطبيق الدستور، بكلّ مندرجاته، لا سيما تلك التي تنص على تطوير النظام السياسي وتؤدّي إلى قيام دولة  المواطنة.

تعالوا واحتكموا إلى الدستور نصاً وروحاً، في تحديد هوية لبنان وانتمائه، وتأكيد حقّ اللبنانيين في مقاومة الاحتلال لتحرير أرضهم. ونحن في هذا الموقع، شاء من شاء وأبى من أبى.

وشدّد حردان على أننا نريد للبنان أن ينهض، وشرط نهوضه، دولة قوية قادرة وعادلة، ومؤسّسات ناشطة وفاعلة، ومواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، لا رعايا طوائف ومذاهب، ولذلك، فإننا ندعو إلى انجاز الاستحقاقات الدستورية وفي مقدّمها انتخاب رئيس للجمهورية يحمل من المواصفات ما يجعله محلّ ثقة اللبنانيين، بوطنيته وتاريخه والتزامه تطبيق الدستور، ومواجهة ضغوط الخارج وإملاءاته.

نحن نريد للبنان أن يخرج من واقعه المأزوم، وهذا يتطلب إرادة نخبوية جامعة تجترح الحلول لكلّ الأزمات، من دون مواربة والتفاف وتسلل. فمعالجة ملف النازحين، تحتاج من الحكومة اللبنانية أن تطرق رسمياً البوابة الدمشقية، وأن تناقش هذا الملف وغيره مع الحكومة السورية. والخطوة إنْ أتت متأخرة خير من أن لا تأتي، لأنّ دولاً عديدة سبقت لبنان وهي تعيد صياغة علاقاتها مع الدولة السورية.

وفي الحديث عن سورية، فإنّ ما يجمعها بلبنان مصير واحد، وعلاقات طبيعية مميّزة، وإذا كان بعض اللبنانيين خضع لأجندات خارجية، ولعب أدواراً مشبوهة وتموضع في ضفة أعداء سورية، فسورية لا تأخذ لبنان واللبنانيين بجريرة هذا البعض. 

فيوم كان لبنان في أتون الفوضى والحرب والتفتيت، وقفت سورية الى جانبه ودفعت أثماناً باهظة وشهداء في سبيل وحدته ومنع تقسيمه، واحتضنت مقاومته لتحرير أرضه، وهي رغم الحرب الإرهابية الكونية التي تعرّضت لها، لا تزال في هذا الموقع وعلى هذا الخيار، قلعة للمقاومة وملاذاً للمقاومين.

إنّ سورية المتعافية بعد حرب، والمنتصرة على الإرهاب ورعاته، حجزت موقعاً متقدماً ودوراً مؤثراً في معادلات المنطقة والإقليم، وشكل خطاب رئيسها في القمة العربية بجدة، خارطة طريق لتفعيل العمل العربي المشترك، وللمهام التي يجب أن تضطلع بها جامعة الدول العربية ومؤسساتُها، ولكي يستعيد العالم العربي دوره الوازن على المستويات كافة، وليكون قادراً على مواجهة التحديات وفاعلاً لنصرة القضايا العادلة وفي الطليعة قضية فلسطين.

لذا، من هنا، من لبنان وشرفاء لبنان، نوجّه تحية إلى الرئيس الدكتور بشار الأسد الذي بحكمته وشجاعته قاد سورية إلى الانتصار في معركة دحر الإرهاب وإسقاط مشروع التفتيت.

أما فلسطين، وهي جوهر القضية وفي صميم قوميتنا، فنحن في صلب معركتها منذ العام 1936 إلى اليوم، وإننا نقف مع كلّ قوى المقاومة الفلسطينية في معركة واحدة، عنوانها تحرير فلسطين ودحر الاحتلال.

نحن لا نرى التحرير بعين التمني، بل بإرادة الفعل، وهذا يؤكده أبناء شعبنا بأجيالهم المتعاقبة جيلاً بعد جيل، ومقاومتهم التي بصمودها وبطولاتها وشهدائها صاغت معادلات ردعية، تسرّع الانهيارات في جبهة العدو. وقادة العدو أنفسهم يتحدّثون ليس عن انهيار جبهات ومعنويات فقط، بل عن تحدّيات زوال كيانهم الاغتصابي.

وعليه، نؤكد أهمية الوحدة الفلسطينية المتراصّة التي ظهرت جلية من خلال معارك وحدة الساحات وثأر الأحرار، وكلنا ثقة أنّ أبناء شعبنا بإرادتهم المصمّمة وبطولاتهم الاستثنائية وعملياتهم النوعية سينتصرون على الاحتلال والاستيطان والعنصرية ويحرّرون فلسطين كلّ فلسطين.

للمقاومة الفلسطينية بكلّ فصائلها، ولشهدائها القادة والمناضلين، تحية عزّ وإكبار.

 

عود على بدء، فإنّ انتصار أيار من العام 2000 شكل دفعة معنوية ذات مقدار استثنائي، بإرغام العدو الصهيوني على الاندحار دون قيد أو شرط، في وقت كانت أمم بأكملها تتفرّج على انتهاك العدو للقرارات الدولية وعدم تطبيقها.

وحدها المقاومة استطاعت تحقيق ما عجزت عنه الأمم، وحق كلّ مقاوم أن يحتفل لأنه كان جزءاً من معركة كبرى سجلنا فيها جميعاً انتصاراً مؤزراً حُفر في ذاكرة الأمة وتاريخها.ا

التحية لكلّ الشهداء والجرحى والمقاومين على اختلاف انتماءاتهم، وعهدُنا لأمتنا وشعبنا أن نبقى عصب ساحات الجهاد التي ما تخلّفنا عنها يوماً. وأن نتابع مسيرتها لتحرير ما تبقى من أراضٍ لبنانية تحت الاحتلال في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وكلّ أرضنا القومية.

ختاماً… في عيد المقاومة والتحرير، نعايدكم جميعاً… وكلنا إيمان بأننا “ملاقون أعظم نصر لأعظم صبر في التاريخ”…