أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ورقة علمية بعنوان: “الظاهرة الصهيونية في إطار الاتجاه الخطي لتحلل الاستعمار الاستيطاني” وهي من إعداد الأستاذ الدكتور وليد عبد الحي، خبير الدراسات المستقبلية والاستشرافية.
حيث رصدت الورقة الاتجاه التاريخي لظاهرة الاستعمار الاستيطاني ودلالاتها، وبحثت في وزن التفوق العددي للمجتمع الوطني على المجتمع الاستيطاني الوافد، وخلصت الدراسة إلى أن المتغير السكاني يمثل عاملاً حاسماً في إدارة الصراع.
ودعت الدراسة إلى توفير الظروف لتقليص فرص الهجرة الدائمة أمام الفلسطينيين في فلسطين أياً كانت تلك العوامل الدافعة للهجرة، ورأى الباحث أن المعركة الديموجرافية تمثل عنصراً أساسياً في فرص التحرر، وأشار إلى أن التخطيط الصهيوني المستقبلي بعيد المدى سيجعل من التهجير بكل الوسائل هو دالته المركزية، ما يستدعي تشكيل فرق بحثية فلسطينية لتحديد كل أسلوب من الأساليب المتوقعة للتهجير، ثم تحديد الخطوات الاستباقية التي يجب العمل على إعدادها لإفشال تلك الخطط.
كما دعت الدراسة إلى تشجيع تطوير الريف الفلسطيني لمنع الهجرة من الريف إلى المدينة وذلك لإبقاء الانتشار السكاني في أكبر قدر من المساحة الجغرافية المتاحة، وعدم التركيز على تطوير المدن بالكيفية التي تتبناها السلطة الفلسطينية حالياً، لكي لا تكون نقاط جذب تكدس سكاني، وتتحول إلى نمط جديد من أنماط البانتوستانات كما كان الوضع في جنوب إفريقيا.
وأوصت الدراسة بمواصلة المقاومة بكافة أشكالها، حيث أشار الباحث إلى ارتفاع الهجرة اليهودية المعاكسة بعد طوفان الأقصى يشكّل مؤشراً على أهميته في تغذية مسار الخلل الديموجرافي لصالح المجتمع الفلسطيني على حساب حجم المجتمع الاستيطاني، حيث ارتفعت نسبة الهجرة المعاكسة إلى خارج فلسطين بعد الطوفان بمعدل 285% طبقاً للإحصاءات الإسرائيلية، وهو متغير مركزي في تفكك ظاهرة الاستعمار الاستيطاني.