بقلم .نادى عاطف
إن الاهتمام بالفقراء وتحقيق العدالة الاجتماعية يعد من أساسيات بناء مجتمع قوي ومتوازن. في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، تتزايد المخططات المشبوهة التي تهدف إلى استغلال الفئات الضعيفة، حيث تسعى بعض القوى إلى استغلال معاناتهم لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية. لذلك، يعد الاهتمام بالفقراء خط الدفاع الأول ضد هذه المخططات، ويساهم في حماية المجتمع من الانقسامات والفوضى.
1. دور الاهتمام بالفقراء في بناء المجتمع
الاهتمام بالفقراء ليس مجرد عمل إنساني، بل هو استثمار في استقرار المجتمع وتقدمه. الفقراء هم جزء لا يتجزأ من المجتمع، وإذا تم تهميشهم أو تجاهل احتياجاتهم، فإن ذلك يعزز الشعور بالظلم الاجتماعي وقد يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية. من خلال توفير فرص التعليم المجاني، الرعاية الصحية المجانية، والخبز بأسعار معقولة أو مجانًا، يمكننا الحد من الفجوة بين الطبقات الاجتماعية وخلق مجتمع أكثر تماسكًا.
2. الفقراء كخط دفاع أول ضد المخططات المشبوهة
إن غياب الدعم للفقراء يعرضهم لفرص استغلالية من قِبل جماعات مشبوهة. قد تلجأ هذه الجماعات إلى تقديم وعود زائفة أو تقديم دعم مادي موقت في مقابل تأييد سياسي أو انضمام إلى أجندات غير وطنية. عندما يتم توفير الدعم المناسب للفقراء، فإنهم يصبحون أقل عرضة للانجراف وراء هذه المخططات، مما يعزز من استقرار الدولة ويدعم الوحدة الوطنية. تضمن خدمات التعليم والعلاج المجانية تزويد الفقراء بالوسائل اللازمة للنجاح والاعتماد على الذات، بينما يضمن الخبز المجاني أو المدعوم استقرارهم الغذائي.
3. دور الحكومات والمجتمعات المدنية
الحكومات تتحمل المسؤولية الكبرى في وضع السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تضمن رفاهية الفقراء. يجب أن تشمل هذه السياسات برامج تعليمية وصحية وتشغيلية، بالإضافة إلى إنشاء شبكات أمان اجتماعي قوية. من جهة أخرى، ينبغي على المجتمع المدني والمبادرات التطوعية أن تتضافر في تقديم الدعم والمساعدة للفقراء، مما يخلق شبكة أمان اجتماعي غير حكومية تساهم في تقوية الفقراء ضد الاستغلال.
4. أهمية التوعية والتثقيف
أحد الأساليب الفعّالة لمكافحة المخططات المشبوهة هو توعية الفقراء بحقوقهم وواجباتهم. يجب أن يتم تثقيفهم حول كيفية الاستفادة من البرامج الحكومية والمساعدات الاجتماعية المتاحة لهم، وأهمية الوحدة والتعاون مع غيرهم من الفئات الاجتماعية. كما يجب تحفيزهم على التفكير النقدي وعدم الانجراف وراء الوعود غير الواقعية.
ختامًا
إن الاهتمام بالفقراء ليس فقط من باب الرحمة الإنسانية، بل هو استراتيجية استراتيجية طويلة الأمد لضمان استقرار المجتمع وحمايته من المخططات المشبوهة التي قد تهدد نسيجه الاجتماعي. لذلك، من الضروري أن نولي اهتمامًا أكبر لهذه الفئة التي تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة التحديات التي قد تواجه المجتمعات في العصر الحديث.